أخبار إيرانأهم الاخبار

في مقابلة مع تلفزيون المقاومة الإيرانية جاويد رحمن یتحدث عن جرائم ضد الانسانیة في ایران

احجز مساحتك الاعلانية

كتب: فاضل مجيد

تحدث السید جاوید رحمن، المقرر الخاص للأمم المتحدة، و في مقابلة خاصة مع تلفزيون المقاومة الإيرانية (سيمای آزادي) عن مقتل آلاف السجناء السياسيين في عام 1988 والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في إيران. کما وصف السید رحمن هذه الجرائم بالإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، مؤكداً على ضرورة محاسبة ومحاكمة المسؤولين عنها. وأشار أيضاً إلى محاولات النظام الإيراني لإخفاء هذه الجرائم، داعياً إلى إنشاء آليات دولية للتحقيق والمحاسبة. في هذه المقابلة، قال جاويد رحمن: “من الواضح أنه بين شهري يوليو وسبتمبر 1988، تم قتل آلاف السجناء السياسيين.

لقد تم القضاء عليهم. عمليات القتل السريعة والعشوائية خارج نطاق القضاء تمت في السجون في جميع أنحاء إيران. كما وقعت انتهاكات أخرى، وبعضها مستمر، مثل الاختفاءات القسرية، حيث أن آلاف الأسر لا تعرف حتى الآن ما حدث لأحبائهم. لذلك، من المهم أن ينتبه المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع المدني والأطراف المعنية الأخرى، وعلينا أن نعمل على تحقيق المساءلة وضمان محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم الخطيرة التي أعتبرها جرائم ضد الإنسانية وكذلك إبادة جماعية، في محاكم قانونية. المأساة في كل هذا هي أن هناك أشخاصاً في الحكومة الإيرانية يشتبه في ارتكابهم لهذه الجرائم. لذلك أعتقد أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها ويجب أن تكون هناك مساءلة ويجب إنهاء الإفلات من العقاب فيما يتعلق بمحاسبة هؤلاء الأفراد.”

وأضاف: “أعتقد أن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا لم نكن على علم كامل بمجزرة صیف عام 1988. أولاً، عمل النظام الإيراني بشكل سري. هذه المجازر والقتل الجماعي كما تعلمون تمت سراً؛ دُفن آلاف الأشخاص في مقابر جماعية. لم يقدم هذا النظام أي تفسير مُرضٍ. لهذا السبب فقط على مر الزمن تمكنا من إدراك خطورة هذه الحالة، وأحد الأدلة الرئيسية هو المقابر الجماعية التي نشعر بالقلق حيالها؛ لأن النظام الإيراني حاول إخفاء جرائمه بتدمير هذه المقابر الجماعية.” وأكد رحمن: “كما تعلمون، تم قتل آلاف الأشخاص أيضاً في أوائل الثمانينات.

لذا، فإن هذا تحليل شامل. ولكن إذا كنت سأقول باختصار عن سنوات 1988 وأوائل الثمانينات، فسأقول إنها جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. قضية الاختفاءات القسرية مستمرة ويجب على المجتمع الدولي أن يعالجها. أنا أسعى لتحقيق المساءلة عن الجرائم التي ارتكبت خاصة في عام 1988، وأريد من المجتمع الدولي أن ينشئ آليات لهذا الغرض. بطبيعة الحال، أنا لست محكمة، لكن يمكنني تقديم الأدلة المتاحة بناءً على فهمي.

لذلك، آمل أن ينشئ مجلس حقوق الإنسان آلية تحقيق تحتفظ بجميع هذه الأدلة لعرضها على محكمة قانونية لاتخاذ قرار بشأنها.” وأضاف: “إحدى طرق المضي قدماً في هذا الأمر ربما تكون من خلال محكمة دولية قانونية يمكنها أن تقرر. الطريق الآخر، مهما كان محبطاً، هو قضية حميد نوري الذي أُدين في محكمة قانونية، حيث تم فحص جميع الأدلة واعتقدنا أن المحاكمة كانت عادلة. كانت في محكمة سويدية وتم تأكيدها في محكمة قانونية، وكان الناس يأملون في أن يتحقق العدالة والمساءلة في النهاية. لكن كان محبطاً للغاية أن تم اتخاذ قرار حكومي هناك.

ومع ذلك، أعتقد أن شيئاً واحداً قد تأكد: الاختصاص القضائي العالمي لا يزال وسيلة مهمة للغاية لمحاسبة الأفراد، خاصة في دولة لا يمكنك أن تتوقع فيها حكم القانون والمحاكمات العادلة. لذلك أعتقد أنه يجب علينا متابعة هذا المسار.”

التجمع العالمي لإيران الحرة یوم 29 حزيران (یونیو) مترافقاً مع الاحتجاجات الضخمة للإيرانيين في برلين يعكس صدى صرخة إيران الأسيرة

النظر في تأريخ يمتد 45 عاماً للنظام الحاکم في إيران والتدقيق في الأحداث والتطورات التي شهدتها السنوات اللاحقة، يشرح بمنتهى الوضوح النهج الذي اعتمده هذا النظام في التعاطي مع العالمين العربي والإسلامي، والذي يعتبر المسبب الأهم للمشاکل والأزمات التي تعاني منها المنطقة.

تشكل أربع دول في المنطقة، وهي لبنان والعراق وسوريا واليمن، نماذج حية تقدم أدلة عملية على النهج الذي يتبعه النظام الإيراني في إشعال الحروب وخلق الأزمات والفتن وإثارة الانقسام الطائفي في هذه البلدان. وتسعى إيران جاهدة لتهديد وبتزاز دول أخرى في المنطقة، بما يساهم في خلق حالة من التأزم والمواجهة الداخلية، نرى أنَّ هذه الدول بغنى عنها في الأساس، إذ لديها من المشاکل ما يکفيها، لکن خلق حالة الفوضى واللاأمن خدمت وتخدم مصالح النظام الإيراني الرامية إلى بسط سيطرته ونفوذه على المنطقة.

النظام الإيراني، الذي يزعم کذباً وزيفاً أنه يكن العداء لإسرائيل، ويدعي دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها والسعي من أجل وحدة الصف الفلسطيني، لم يخلق لإسرائيل من المشاکل والأزمات ما خلق لدول المنطقة، وحين يدعي أنه يقوم باستهداف”الصهاينة”، فإنه إنما يستهدف شعوب المنطقة کلها عدا إسرائيل، وبالتحديد الطائفة السنية التي تقف على رأس قائمة أعداء هذا النظام، وما حصل ويحصل للسنة في العراق وسوريا بشکل خاص، يقدم دليلاً عملياً على هذه الحقيقة الدامغة، فالحروب والمواجهات التي يخوضها حرس هذا النظام ووکلاؤه في المنطقة، ليست ضد الصهاينة أو أعداء المسلمين والعرب کما يدعي، وإنما هي ضد العرب والمسلمين، کما أن الفلسطينيين لم ينالوا من هذا النظام سوى الشر والبلاء والانقسام وتعزيز التطرف الديني.

السعي لتوظيف واستغلال المسائل ذات البعد الطائفي في بلدان المنطقة، وحتى استغلال العامل الديني لأهداف وغايات مبيتة، هو نهج النظام الإيراني طوال الأعوام الماضية، وهو نهج مشبوه وخبيث غير الکثير من المفاهيم، إذ صار العدو الأساسي للشعوب متواجداً في صفوفها، ويتجلى في حالة العداء والکراهية والحقد الطائفي الذي نجح نظام الفتن والانقسام في خلقها ونشرها بين هذه الشعوب، وهي تستمد أسباب وعوامل بقائها من نتائج وتداعيات کل هذه الحالة السلبية.

الحقيقة التي يجب أن نضعها نصب أعيننا دائماً ونعيها باستمرار، هي أن النظام الإيراني لن يکف يوماً عن نهجه الضار والمشبوه هذا، وساذج من يصدق يوماً بأنه سيترك هذا النهج أو يعدل عنه، لأنه، عندها، يجب أن ينصرف لأموره ومشاکله وأزماته الداخلية المتجذرة التي يعاني منها الشعب الإيراني، وعندها فإنه سيواجه نفس مصير سلفه نظام الشاه، ولذلك فإنه يفضل الهروب للأمام من خلال هذا النهج والاسلوب الطائفي المشبوه الذي يصدره لدول المنطقة، ومن هنا، فإنه وکما أکدت المقاومة الايرانية، لا يوجد من حل لهذه المشاکل والأزمات إلا بمواجهة هذا النظام وردعه وعدم السماح له بتجاوز حدوده، ولا يوجد أفضل من دعم وتأييد نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط هذا النظام، حيث إنه خيار عملي وواقعي لا وجود لبديل فعال وحيوي يمکن أن يصل إلى مستوى وقوة تأثيره.

وفي الوقت الذي يغرق فيه نظام الملالي في دوامة التداعيات والأزمات المتسلسلة المترتبة على هذه الضربة الاستراتيجية المتمثلة في مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي، فإنَّ آمال خامنئي تبخرت وتبددت، وبدأ فصل جديد في معادلة سلطة ولاية الفقیه. وبعد أن ثبت أنه يجب استهداف “رأس الأفعى” لولاية الفقيه والدكتاتورية الدينية والفاشية في طهران، فإنَّ الثورة الديمقراطية والإطاحة بالفاشية الدينية في إيران ضروريان لتحقيق السلام في هذه المنطقة من العالم.

وبينما يقاطع الشعب الإيراني مرة أخرى الانتخابات الرئاسية للملالي، ويوجه صفعة أخرى إلى خامنئي وعصابته الإجرامية مقترعاً بـ”لا” كبيرة، وفي الوقت الذي يشعل فيه أبطال وحدات المقاومة إيران بعشرين ألف ممارسة ثورية تخرق أجواء الكبت والخنق، فإنَّ نار المقاومة ستشعل جميع أنحاء الوطن المحتل، بعد أن فشلت المحاولات الرجعية والاستعمارية في مصادرة الانتفاضات وسرقة ثورة الشعب الإيراني الجديدة واختلاق بدائل مزيفة. والتجمع العالمي لإيران الحرة یوم 29 حزيران (یونیو) مترافقاً مع الاحتجاجات الضخمة للإيرانيين في برلين يعكس صدى صرخة إيران الأسيرة في جميع أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى